أمريكا والإخوان.. هل بدأ الطلاق؟

المصدر | بقلم : عماد الدين حسين

هل باع الأمريكيون الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وعموم التيار الإسلامى، أم أن الوقت لايزال مبكرا لطرح هذا السؤال؟!

في اعتقاد كثيرين من المعارضة أن الولايات المتحدة التى ــ لولا رضاها ما استمر حكم مرسي ــ قد بدأت تضج وتجأر بالشكوى من تأزم الأوضاع أو أنها بدأت تدير ظهرها للإخوان. يصعب أخذ مثل هذا الاستنتاج مأخذ الجد إذا صدر من المعارضة، لانه ربما يمثل رغبة أو أمنية أو حلما لهذه المعارضة، لأنه في هذه الحالة يوفر لها عناء العمل السياسي والنزول إلى الشوارع للاحتكاك بالناس والاحتكام إلى الصناديق الانتخابية.

  لكن الصدفة قادتنى قبل يومين إلى لقاء مسئول تنفيذي ظل على رأس عمله لسنوات ولايزال على صلة بالحكومة. المسئول ــ الذى لا يمكن وصفه بالمعارض، يعتقد ان ابتعاد الأمريكيين عن الإخوان قد بدأ بالفعل، وهو يعتقد على سبيل المثال انهم قد أعطوا الإخوان أكثر من فرصة، لكنهم اهدروها. يرى هذا المسئول الكبير ــ الذى عمل في مناصب بالداخل والخارج ــ أن جماعة الإخوان أساءت فهم رسائل الخارج، واعتقدت أنه يمكنها فعلا قيادة مصر بمفردها، بل وبعيدا عن أمريكا والغرب والمؤسسات الدولية.

  يضيف المسئول أن الغضب من الإخوان لم يعد قاصرا على الأمريكيين بل وصل إلى الأوروبيين أيضا، الذين تلقوا وعودا حقيقية من الرئيس مرسي بإجراء تغيير ذى مغزى لإشراك غالبية القوى السياسية، ثم فوجئوا بأنه تم الالتفاف على كل هذه العهود.

في تقدير هذا المسئول السابق فإن الأمريكيين عندما كانوا في حالة وفاق مع الإخوان طلبوا من صندوق النقد أن يتوجه فورا إلى القاهرة ويبحث بجدية تقديم القرض، لكنهم عندما شعروا بالخديعة أو اللاجدوى طلبوا من إدارة الصندوق أن تتصرف بمهنية وبالطريقة الفنية المعتادة مع أي دولة تطلب قرضا أي تنفيذ «الروشتة الصعبة»، خلافا لمناخ الأيام الأولى وشعارها «ساعدوا مصر وبسرعة وبكل الطرق بعيدا عن الإجراءات الروتينية».

ويعتقد هذا المسئول أن الولايات المتحدة لم تضغط على أو تشجع بلدان الخليج على تقديم المساعدات لمصر، بل انها ربما طلبت من قطر أن تهدئ من اندفاعها نحو القاهرة حتى لا تصل إلى الأخيرة رسائل سياسية خاطئة، ويربط هذا المسئول بين هذا المناخ، وبين الشروط المالية التي وضعتها الدوحة لمساعدة القاهرة مؤخرا.

في رأي هذا المسئول أيضا أن صراعا كبيرا دار داخل الإدارة الأمريكية بين وجهتى نظر بشأن كيفية التعامل مع مصر بعد التطورات الأخيرة انتهى إلى شبه اقتناع بأنه يصعب الرهان على طريقة الإخوان في الحكم ليس فقط في مصر، لكن في المنطقة بأكملها، وربما لا يمكن استبعاد وجود «أصابع أمريكية» وراء ما يحدث في تركيا والذي تحول من مجرد احتجاج على إزالة أشجار إلى محاولة لإزالة نظام كامل ليس فقط من أنقرة واسطنبول بل من عموم المنطقة.

السؤال الذى قد يتبادر إلى ذهن كثيرين هو: هل التفكير الأمريكى بهذه الخفة التي تجعله يتبنى ويؤيد نظاما سياسيا لكامل المنطقة، ثم فجأة يغير من مساره كاملا وينقلب عليه بعد شهور؟! .

سؤال يحتاج إلى إجابة أكثر تفصيلا.

أضف تعليق