واشنطن بين دعم حلفائها الإخوان والقبول بإرادة الشعب المصري

واشنطن بين دعم حلفائها الإخوان والقبول بإرادة الشعب المصري

المصدر | تتناقض التصرفات الأمريكية تجاه مصر وما يحدث فيها من أزمة، فتارة نرى السياسة الأمريكية تتجه إلى دعم الإخوان بطريقة مبالغ فيها على حساب باقي الشعب المصري، بل تدافع تلك السياسة عن الجماعة المارقة في مصر، ونشهد تراجعاً في تلك السياسة ووقوفاً على الحياد وعدم استباق للحدث للتكيف معه فيما بعد، هي مجموعة تناقضات غير مفهومة تجاه الملف المصري المعقد أصلاً، فالتهديد بقطع المعونة الأمريكية لمصر بحجة الديمقراطية الوهمية التي جلبت الجماعة إلى السلطة ومارست الديكتاتورية لمدة عام كامل لولا قيام ثورة ضد النهج الإخواني، لكن المعونة استمرت رغم التهديد بقطعها،فهل تتعامل واشنطن مع الأمر الواقع؟ ربما ذلك أقرب ما يكون إلى المشهد المصري، فقد قالها الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق، واضحة بأن ما يحدث الآن من فوضى هو نتيجة عام واحد من حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر، مؤكداً أن الدول العربية أثبتت اليوم وحدة الصف العربي في دعم الشعب المصري، كما أنه لن يكون هناك ما يطلق عليه الشرق الأوسط الجديد، فالعالم الغربي لا يعترف إلا بالدولة القوية، وأوضح أن المناورات العسكرية المصرية الأمريكية تهم أمريكا أكثر من مصر، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستندم على إلغاء المناورات، وعلى موافقها ضد مصر.

وحسب تقرير لوكالة رويترز فإن مسؤولين أمريكيين سابقين أكدوا أن قرار أوباما يتفق مع تصرفاته المتوازنة منذ أن عزل محمد مرسي في خطوة بدا أن الولايات المتحدة تتغاضى ضمنياً، حين قررت عدم الدعوة لإعادة مرسي لمنصبه، وحاول البيت الأبيض إظهار تأييده للديمقراطية في مصر، في الوقت الذي يحمي فيه المصالح الاستراتيجية الأمريكية المتمثلة في الحفاظ على استقرار مصر ومعاهدة السلام التي تربطها بإسرائيل، والتعاون العسكري مع الجيش المصري والذي يشمل عبوراً متميزاً في قناة السويس، ولرغبته في الإبقاء على بعض الروابط مع قادة الجيش المصري، ألغى أوباما مناورات النجم الساطع التي تجريها القوات الأمريكية والمصرية كل عامين، بدلاً من أن يعلق المساعدات الأمريكية التي تبلغ قيمتها 1.55 مليار دولار سنوياً بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية تذهب للجيش.

وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير سابق إن النجم الساطع فقدت منذ فترة طويلة أي أهمية بالنسبة لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) التي تعتبرها تدريبات قديمة للدبابات لا تتناسب مع تركيز الجيش الأمريكي على مكافحة التشدد والإرهاب، وأضاف “كانت هذه خطوة لا تكلف الكثير خطوة غير ذات جدوى تقريباً من جانب الإدارة لأن المناورات ليس لها أهمية وليست مجدية إلى حد ما… هي خطوة لحفظ ماء الوجه ليس لها أي تكلفة”، وذكر مسؤول أمريكي سابق ثان أنه بإلغاء المناورات وجدت إدارة أوباما فيما يبدو أداة مفيدة دون أن تضر بكامل العلاقات مع الجيش، وذكر عدد من المسؤولين الأمريكيين السابقين الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم أنه يبدو أن إدارة أوباما أدركت أن لها تأثيراً محدوداً نسبياً على الجنرالات الذين يعتبرون أنفسهم في معركة مع الإخوان في مصر، وقال المسؤول السابق الثاني: “لا أظن أنه سيكون لها تأثير كبير على سلوكهم… أعتقد أنهم قرروا أن من مصلحتهم السيطرة على الوضع والتحكم فيه ثم إدارته”، وفي بيان قالت الرئاسة المصرية إن تصريحات أوباما التي تدين الحملة الأمنية لا تستند إلى حقائق الأشياء وقد تشجع جماعات العنف المسلح، كما أكد المسؤولون السابقون أن الجيش المصري يحظى بدعم دول خليجية عربية رئيسية من بينها السعودية والكويت والإمارات التي تعهدت أن تقدم دعماً مالياً للحكومة المصرية الانتقالية بنحو 12 مليار دولار.

أضف تعليق