من ينهش لحم الوطن؟

كثيرون هم اولئك الباحثون عن الشهرة بأي ثمن، البعض تستهوية الاضواء فيطير على اجنحة التيه نحو النور ليحترق بسرعة فائقة والاخرون من هذا  الصنف من البشر يحلوا لهم الخوض في احاديث ومهاترات ساذجة سعياً وراء الشهرة الزائفة حتى وان كانت هذه المهاترات تستهدف الوطن وأهله وناسه، والإمارات ليست استثناء ولكنها ابتليت بعدد كبير من الباحثين عن الشهرة الساعين للمجد الزائف الراكبين مطايا الاثارة والمطبلين في كل محفل، شخصيات بحاجة إلى أكثر من عالم نفس للغوص في اعماق طفولتهم لسبر وتفنيد ما تعرضوا له من معاناة وانتهاكات لتتحول خبرات الطفولة السيئة والبائسة إلى برامج عمل حاقدة تستهدف الوطن وناسه وانجازاته.

عندما تكون هامشياً ومهمشاً ومركوناً على رف النسيان وعندما لا تكون مبدعاً حقيقياً في مجال الفن أو الأدب أو العلم أو المحاماة وعندما لا تمنح الفرصة لان تكون شخصية عامة مؤثرة وفعالة وعندما لا تنال شرف اختيارك لمنصب هام وزير مثلاً أو سفير أو عضو مجلس وطني أو حتى رئيس جمعية  حماية “الطيطار” من الانقراض!!! عندها تبدأ بصب جامع غضبك على المجتمع وتمسك أكبر طبل وأطول بوق وتنعق فيه ليل نهار محاولاً وعبر كافة وسائل الاعلام وخاصة الوسائل الحديثة باستخدام المدونات والشبكة العنكبوتية تحاول ان تزعق مبرراً هذا الزعيق وذلك النعيق مرة بأغنية الدفاع عن حقوق الانسان ومرة بكشف الفساد ومرة ثالثة بفضح الممارسات مدعياً الشرف والفضيلة مؤكداً ان الجميع يمكن ان يوضعوا في خانة الخيانة وأنك كما يعرف بـ”شريف مكة”.